نحو حوار هادف

من خلال حواراتنا اليومية هل لاحظت احيانا أن محدثك أو انت نفسك تفتقر إلى الحوار الهادف !!!
هذه فرصتك لتتعلم مبادئ الحوار الهادف ....

المبدأ الأول : كن عالماً بموضوعك ومحدداً له قبل حوارك مع الآخرين

فإذا تأملنا آيات القرآن فسنجدها تحترم وتسمح بالجدال والنقاش في المنطقة التي يعرفها الآخرين . ولكنها لا ترحب بهذا فيما ليس لهم به علم
يقول الله تعالى (( ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ))
فلم بنكر عليهم القرآن الحديث والنقاش جملة وتفصيلاً . لكنه أقر لهم بالتعبير عن رأيهم فيما لهم به إدراك وعلم ومعرفه ويعاتبهم عن الحديث في المنطقة التي لا يعلمونها
كما ينعي القرآن على من يتعرضون للجدل والحوار فيما لا يعلمون وليس لديهم به برهان ورؤية تثري النقاش وتصل به إلى نقطة يستفيد منها الطرفان
يقول تعالى (( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ))

[ مهم ]
* لا تسمح لنفسك بأن تستدرج لمناقشة موضوعات لا تعلمها ، فهذا سيقودك إلى الجدل ومحاولة إثبات أن آرائك هي الصحيحة
* ليس كل مايعرف يقال ، فتعرف على ما يجب أن تقول ، وحدد ما تقول
* من قال لا أعرف فقد أراح واستراح ، فلا تخجل من أن تقول لا أعلم فهذا أفضل من أن تتحدث في نقطة لا تعلمها أصلاً وهذا ما نجده في حوار موسى عليه السلام مع فرعون (( قال فمن ربكما ياموسى . قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى . قال فما بال القرون الأولى . قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ))

المبدأ الثاني : لا تتعال على محدثك

لنتأمل معاً هذه الآية التي تصور المنطق الرشيد في الذي ينبغي أن يدخل فيه كلا الطرفان المتحاوران إلى حوارهما وكل منهما يظن أن الحق معه أو مع غيره
يقول تعالى (( قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ))
فقد يكون الصواب معنا جميعاً كأطراف في الحوار . وقد تزل خطانا فيبتعد كلانا عن جادة الصواب . فالحوار بهذه النفسية أعون لكل من الطرفين على قبول الحق الذي يتكشف له - صحيح أنه لا بد أن أحد الطرفين رؤيته أصوب من رؤية الآخر - لكن ينبغي أن يتم التوصل إليه من خلال الحوار - لا قبله -
ومن التعالي أيضاً أن تتعجل وتقفز إلى النهايات وتتوقع ردود الطرف الآخر وترد عليها !!! وتتحدث بلسانك عن الآخرين وتتقمص أدوارهم ظناً منك أنك أجدر الناس باستنباط ما يقصدون كما أنك ألمعي وذكي بحيث تستطيع فهم الكلمات التي لم تقال ، بل أكثر من ذلك أنك أقدر على فهم ما وراء الكلمات .

[ مهم ]
* طالما أنك أرتضيت الحوار سبيلاً للتفاهم مع محاورك ، فلا ينبغي أن تتعال عليه ، فليس في الحوار طرف أعلى وطرف أدنى

المبدأ الثالث : صوتك ينبئ عن شخصيتك

كلنا نعلم أن الصوت الهادئ يعبر عن شخص لديه ثقة في قدراته وصدق حديثه . والصوت المتلعثم ينم عن معلومات ضحلة وتجارب بعيدة عن الصحة .
لذلك ينبغي أن يكون صوتك معبراً ومتجاوباً مع ما تقول , وحتى يكون كذلك قم بتغيير نبرة صوتك عندما تود التركيز على معاني معينة . فإذا كان الصوت على وتيرة واحدة فإنه يبعث على الملل ، كما يحسن بك أن تتوقف عن الحديث قليلاً لتجذب الانتباه .
كذلك ينبغي أن تنتبه إلى عدم علو صوتك فوق حاجة السامع ، فإنه رعونة وإيذاء
يقول الشهيد سيد قطب معلقاً على قوله تعالى (( واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ))
" والغض من الصوت فيه أدب وثقة بالنفس واطمئنان إلى صدق الحديث وقوته . لا يغلظ في الخطاب إلا سيئ الأدب أو شاك في قيمة قوله أو قيمة شخصه ، يحاول إخفاء هذا الشك بالحدة والغلظة !

[ مهم ]
حتى تستثمر صوتك في الاقناع والحوار :
* قم بتغيير نبرة صوتك عندما تود التركيزعلى معاني معينة
* نوّع في معدل صوتك انخفاظاً وارتفاعاً وبطء وسرعة
* اعتن بصوتك ، إذ أن الصوت المتعب بحاجة إلى الراحة وإلى الترطيب

منقووووول ....